بيبو فرقع جيجى – رغيف عيش
أنا إسمى باسم – شاب زى الورد – ناس كتير بتحسدنى على شغلى و سفرى بره و أهلى و وسامتى و ذكائى و أخلاقى و رومانسيتى و اللى عندى و و و .... و كمان متواضع. أيوه بجد متواضع بس لازم أقول الكلام ده، مفيش حد غريب يعنى.
أنا بقى كل مشكلتى فى الحياة إنى إتولدت فى زمن أغبر. أيوه أغبر مانتوا عارفين اللى فيها. و محدش يسألنى يعنى إيه أغبر عشان حتى لو مش عارفين معناها لكن عارفين إن عيشتنا غبرا – اللى هو مؤنث أغبر. المهم يعنى البقين اللى إنتوا عارفينهم دول، الغلا و المرتبات و الشقق و العيش و العيشة و اللى عايشنها يعنى من الآخر كده مش طايق حاجة – عادى يعنى هو أنا أول و لا آخر واحد يشتكى!
و للأسف مشكلتى دى – اللى هى مشكلة كل الشباب برضه – ملهاش غير حل واحد، عارفينه طبعاً؟ لأ يا سيدى أستراليا مش هى الحل، عشان الهجرة تبقى هروب من المشكلة مش حل ليها. صحيح كل الناس نفسها تهرب، بس نسيب أهلنا لمين؟؟؟ أيوه عارف جيت عالجرح.
الحل الوحيد إنهم يخترعوا آلة الزمن و يبقى قدامنا إختيار من إتنين:
يا إما ناخد مارشيدير 200 سنة و نعيش أيام النعيم فى عصر محمد على باشا. يعنى أكتر حاجة تقلقك إنك تكون من المماليك و تروح فطيس فى مذبحة القلعة، بس حتى دى مقدور عليها خد معاك كتاب تاريخ بتاع أولى إعدادى يظبطك. يبقى بس مشكلتك مع الأوبئة و الأمراض يعنى لو جالك أنفلونزا، كل سنة و إنت طيب. بس يعنى و ماله إنت عايز تعيش كتير ليه ده مفيش أياميها فيس بوك ولا موبايلات و لا إم بى سى أكشن أكيد هتزهق.
الإختيار التانى بقى تدوس بنزين و تطلع 100 سنة قدام على أمل تكون مشاكل الدنيا إتحلت كلها، يعنى مثلاً بدل طوابير العيش تلاقى فيه خدمة العيش البلدى على الإنترنت تدخل على عيش بلدى دوت كوم و الرغيف يجيلك عالبيت. و تكون الأسعار ثبتت شوية الشقق الخمسين متر بخمسين مليون و العملة إستقرت، المتهان (اللى هو ورقة الألف جنيه) يساوى يورو واحد. يعنى محدش ضامن إحتمال كمان تكون أمريكا محتلة مصر و نقبض مرتباتنا بالدولار من غير ما نسافر و لا فيزا سياحة و نكسر و لا قرف.
و لغاية ما يخترعوا الإختراع ده، هعصر على نفسى برطمان لمون ساقع و هرضخ لمصيرى اللى هو أنا مش عارف إيه هو و مظنش حد عارفه أصلاً. طيب رضينا بالهم بقه، بس إيه اللى يصبرنا عليه؟؟؟ أيوه صح الله ينور عليك، مفيش حاجة تصبرنا عالهم ده غير الجواز. حد هيقولى جواز إيه اللى إنت جاى تقول عليه إنت عارف قبله معنى الجواز إيه؟؟؟؟ أيوه يا عم سعد عارف ده شر لا بد منه بس برضه كان عندى معتقدات كده و الله أعلم إن الواحد لما يشارك همه بيرتاح. قلتلى بقى بيرتااااح.
بعد تجارب مكثفة و أبحاث مكلفة و تضحيات منيلة بنيلة إكتشفت إن الجواز راخر طاله الزمن الأغبر. عشان بس أتوخى الدقة، مش الجواز نفسيته، لأ، البنى أدمين ذاتهم، يعنى البشر، يعنى تو بى مور سبيسيفيك، و بدون إحراج، العراااااايس. طبعاً أنا عارف فيه ناس متحفزة من أول الكلام مستنية تسمع الكلمة دى عشان تطلع السكينة السويسرى و تقيم عليا الحد لو ما رجعتش فى كلامى. عالعموم أنا مش بعيب فى حد، و لو حد هيتكلم كلمة يروح الأول يقرا عن عرسان برايد فى كتابها الشهير عايزة أتجوز. أكمل كلامى بقى و بلاش تهديد.
أيوه الزمن الأغبر طال العرايس، هتقولولى إزاى ! دى العرايس قاعدة أهه مستنية ولاد الحلال. لأ يا جماعة أنا مش بتكلم فى الكوانتيتى، أنا بتكلم فى الكواليتى يا فندم كواليتى! يعنى تخيلوا كده معايا اللى حصل لرغيف العيش اللى كان زمان كده بخيره و مليان رده و كبير يملا العين و سخن و من جوه طرى و منفوش و لونه كده فاتح و ممكن تاكله حاف و تشبع. تابعوا معايا بقى اللى حصله دلوقتى لو لقيته أصلاً بارد و قد الكبسولة و ناشف و مخفوس و إسود و مليان مكونات مجهولة المصدر و ممكن لو بعد الشر كلته يجيلك تلبك معوى. الخدعة الكبيرة بقى إن ده محصلش فى يوم و ليلة لأ حصل واحدة واحدة، و الناس بتاكل و مش حاسة بالتغير اللى بيجراله. لغاية ما جه واحد و قالهم إيه اللى إنتوا بتاكلوه ده. و الناس لسه بتاكل، ما هو لازم تاكل محدش هيبطل أكل عيش عشان محدش يقدر يعيش من غير ما ياكل عيش. ما هو لازم تتجوز محدش هيبطل يتجوز عشان محدش يقدر يعيش من غير ما يتجوز.
زمااااان، كانت العروسة أدب إيه و أخلاق إيه و ثقافة إيه و شطارة إيه و طيبة إيه. تعالى دلوقتى شوف العرايس، أولاً تلاقى مامتها بتشتكى منها: دى مبتساعدش فى البيت، دى مبتعرفش تعمل كوباية شاى، مبتعرفش تكوى هدومها و لا تطبقها.
- طب عندك إستعداد تتعلمى؟
- أتعلم ليه؟ إنت مش هتساعدنى فى شغل البيت؟
و يطلع العريس أصلاً بيعرف يطبخ و يكوى و يطبق و ينضف أجدع من أم محمد الشغالة اللى بتيجى عندنا البيت و تاخد ستين جنيه فى أربع ساعات. هتقولولى بيتعلموا هقولوكوا من شب على شىء شاب عليه. لما إحنا لسه هنعلمهم أمال مين هيعلم العيال !!!
طيب سيبنا من دى، مستوى الثقافة بقى، ياما كان نفسى فى عروسة مثقفة، مش لازم يعنى تكون بتقرا لباولو كويلو ولا حتى يوسف معاطى، بس يعنى ثقافة عامة متضرش، ولا يمكن بتضر؟؟؟ أنا بحس ساعات إنهم بيفكروا جدياً إن البنت لو قالت إنها قريت كتاب ساحر الصحراء ممكن الناس تفتكرها معقدة أو يقولوا يا حرام عندها فراغ عاطفى. المشكلة كمان تلاقى البنت من دول بتعامل الثقافة معاملة الموضة. على غرار آخر صيحة كده.
- شفتى آخر كتاب نزل فى السوق لهارى بوتر؟
- البت هرميون شكلها بتحب الواد رون و هتقلب هارى.
- يا حرام بس الواد هارى ده أمور و يتيم
- بس بس قطعتى قلبى
لو كان قاسم أمين يعرف إن تعليم البنات هيوصل للحوار ده، كان عمل مظاهرات ضد تعليم المرأة أصلاً.
طب بلاها ثقافة و أدب، طول عمرى بتمنى عروسة مهتمة بالفن، يعنى تحب لوحات سلفادور دالى، تسمع أغانى بيتلز، تشوف حلقات فريندز، تحضر حفلات فريق وسط البلد، مش فارق معايا عربى و لا أجنبى بس عالأقل تكون بتقدر الفن بأنواعه و مش بترفضه لمجرد عدم قدرتها على إستيعابه. بمعنى آخر يعنى، ميكونش أحسن فيلم شافته فى 2007 هو فيلم عمر و سلمى. و ميكونش أفضل برامجها هو ستار أكاديمى. يعنى لو هو ده مستوى الفن يبقى بلاها فن و خد فوزية !!! أنا مثلاً بعتبر إن الفن الراقى هو الفن اللى يحترم جمهوره. أما عرايس موديل 2007 بتعتبر الفن الراقى هو الفن اللى جمهوره بيريل عليه. شلاه يا سيدى تامر حسنى.
طب سيبنا من الثقافة و الفن و المهارات الأساسية فى البقاء على الحياة، بيقولوا إن قيمة الإنسان بتحددها أعماله. تعالوا نشوف الأعمال اليومية و الأنشطة لعرايس موديل 2008 معدل: الكوافير و ملحقاته، الحفلات و ملحقاتها، المسلسلات و الفيديو كليب و ملحقاتها، النميمة، النميمة، النميمة، الشوبينج و ملحقاته، النميمة.
إحسب قيمة الإنسان بعد إضافة الضريبة و مراعاة فروق التوقيت.
و على رأى الفيلم:
- إسمك إيه؟
- تفاهة
- إيه؟
- تفاهة
- و فرحان قوى؟
طبعاً أنا شايف السلاح الأبيض المتمثل فى السويس نايف بيختفى و طالع بداله مجموعة من الكلاشينكوف و الأربى جى و تشكيلة من الأسلحة الآلية و اليدوية.
يا جماعة أنا مش بفترى و الله و عشان كده قررت أحكيلكوا عن مغامراتى مع جينا – و قولولى، قولولى قولولى، قولولى الحقيقة، دى حالة فردية و لا دا سيريال زى سفاح كرموز كده. أنا بس عايز أعرف بيبو – اللى هو موا – عنده حق يفرقع جيجى – اللى هى جينا – و لا هو ظالمها. يعنى آكل عيش ناشف بمساميره و لا أعمل إيه.