عشاء فى بودابست - جزء ثانى
طلبنا المشروب المجرى التقليدى كما طلبنا شوربة الجولاش أو الجولاش سووب و هى لا تختلف كثيراً عن شوربة اللحم بالخضار التى تقدمها الست الوالدة على حد قول نانسى. طلبنا أطباقاً متنوعة و لكن كان أكثرنا حظاً هى رينا التى طلبت طبقاً شهياً جداً لطائر لا أذكر إسمه و لكن أذكر طعمه جيداً فقد كنت أحد السبعة المحظوظين على هذه المنضدة الذين تذوقوا لحم هذا الطائر - المسكين هو و صاحبته
بدأ العرض الفولكلورى على إضاءة خافتة بهذا الرجل الذى يعزف على الكمان - متجولاً بين أرجاء المكان - أنغاماً مجرية مشهورة مثل هنجريان رابسودى و بلو دانوب كما شاركه العزف فريقاً صغيراً على عدة آلات مثل الإكسيلوفون و الكونترباص.
ضم العرض أيضاً راقصاً و راقصة يلبسن الزى المجرى المشهور بألوانه البيضاء و السوداء المميزة كما ضم مغنياً أوبرالياً - و قام مايكل و مينا بتصوير كل ما يمكن تصويره من هذه العروض الرائعة حيث وضعت هنا بعض أفضل اللقطات.
كانت لحظة الحساب من أصعب اللحظات حيث كان معنا الكثير و الكثير من العملات المعدنية و قمت بالنداء على النادل لأسأله - و تطوع مايكل بإلقاء السؤال: إننا فى نهاية رحلتنا و لدينا الكثير من العملات المعدنية التى يجب التخلص منها - و لم يبد النادل أى إعتراض أو إمتعاض الحمد لله
كانت الفاتورة قيمتها حوالى 65 ألف فورنت و هو ما يوازى الألفين من الجنيهات المصرية أى حوالى 300 جنيه لكل و احد منا و قد كان هذا أغلى عشاء فى حياتى
بعد حوالى نصف الساعة من عدّ المبلغ المكون من عدد كبير من العملات المعدنية و مراجعته و تسليمه للنادل، جاء إلى أحد العاملين فى المطعم هامساً بأذنى إنه فى المجر يتوقعون بقشيشاً لا يقل عن العشرة بالمائة. فقمت مرة أخرى - مع العلم إننا لم نترك حتى واحد بالمائة - بجمع ما يقرب من المائتى جنيه و هو -مرة أخرى -أغلى بقشيش فى حياتى
تجاوزت الساعة الحادية عشر و أدركنا أنه لن نلحق آخر مترو و إنطلقنا نعدو فى الشارع - بعد أن مررنا بذات الشخص الذى ألبسنا المعاطف واحداً تلو الآخر - و قد كانت سارة أكثرنا سعادة بهذا الشخص
طبعاً لم نلحق بالمترو و لكن كان الترام لا يزال يعمل حيث ركبناه إلى محطة قريبة من فندقنا و أكملنا الطريق سيراً على الأقدام حيث أمطرت السماء و توقفنا قليلاً لنشرب الهوت شوكوليت فى أحد الكافيهات ثم أكملنا الطريق إلى الفندق حيث إستكملنا الحديث الذى بدأ فى المطعم و كان يحتوى على الكثير من النم و الإعترافات الليلية حتى داهمنا جميعاً النوم فبدأنا نستعد لآخر أيام الرحلة.