الثلاثاء، مايو ١٦، ٢٠٠٦

و ماله



قصة قصيرة بقلم ميشيل حبيب.

بدأ قرص الشمس البرتقالى يتساقط فى الأفق البعيد معلناً نهاية اليوم حينما خرج أمير من مبنى الشركة ليستقل سيارته و ينطلق بها فى الطريق الشبه خالى من المارة . إن أحد أهم طقوس أمير هى إدارة مفتاح الراديو للإستماع إلى الموسيقى أثناء القيادة. إنسابت إلى مسامعه إحدى أغانى ألبوم عمرو دياب الأخير التى إشتهرت لجمال نغمتها و رقة كلماتها البسيطة


و ماله لو ليلة تهنا بعيد و سبنا كل الناس

أنا يا حبيبى حاسس بحب جديد مالينى ده الإحساس
و أنا هنا جنبى أغلى الناس أنا جنبى أحلى الناس

وضع أمير ذراعه حول ظهر المقعد المجاور له، و ألقى نظرة حانية إلى الفراغ الجالس بجانبه فى مستوى نظره ثم عاد ببصره إلى الطريق الذى بدأ يمتلىء بالسيارات. لم ينتبه أمير إلى وجهته، إنما كانت يداه تقوداه كما لو كان يدرك وجهته بكل ثقة. أعاد يده إلى ذلك الموضع بين المقعدين الذى طالما شهد تعانق أصابعهما. مرات كثيرة جداً رتبت بيدها الأخرى فوق يده حتى يصدر صوتاً معدنياً فتقول له باسمة كم إشتاق الخاتمان إحداهما إلى الآخر فينظر إليها بحنان غارقاً فى عينيها الجميلتين الملونتين

حبيبى ليلة تعالى ننسى فيها اللى راح
تعالى جوه حضنى و إرتاح دى ليلة تسوى كل الحياة
مالى غيرك و لولا حبك هعيش لمين
حبيبى جاية أجمل سنين و كل مدى تحلى الحياة

لم يشعر أمير أنه تجاوز منزله و مازال منطلقاً فى طريقه الذى بدا كما لو كان يحفظه عن ظهر قلب، كما لو كان سار فيه مرات لا تحصى و لا تعد. لم يشعر أمير بتلك الراحة فى حياته مطلقاً إلا عندما أدرك إنه و جد الإنسانة التى ستشاركه حياته و أحلامه، الإنسانة التى سيشاركها كل لحظات فرحها و حزنها، كم هى طيبة كم هى مثالية كم هو محظوظ . عاد مجدداً يتذكر إبتسامتها الصافية البريئة التى أذابت قلبه و جعلته ينتظر كل فرصة لإرضائها أو مفاجأتها أو تأكيد حبه و إستعداده للتضحية من أجلها . كم كان طفلاً فى حبها. غريب جداً هو الرجل عندما يحب

حبيبى إلمس إيديا عشان أصدق اللى أنا فيه
ياما كان نفسى أقابلك بقالى زمان خلاص و هحلم ليه
مانا هنا جنبى أغلى الناس جنبى أحلى الناس
إحساس غريب ينتاب أمير عند سماعه لتلك الأغنية، لكنه لا يدرى لماذا؟ مازال ينطلق فى طريقه حتى إنه لم ينتبه إلى محاولة صديقه للإتصال به على هاتفه المحمول. فقد كان غارقاً فى عالم آخر. طوال عمره لم يدرك كم هو رائع أن تتلامس أيدى الأحبة إنه إتصال غريب جداً كما لو كان قلبيهما يتلامسان بل يندمجان فى قلب واحد ينبضان معاً. لم يكن ليريد أن يترك يدها أبداً. أين أنا؟ إلتفت أمير حوله حيث إنتهى به المقام إلى تلك البقعة الراقية من المدينة بل إلى هذا الشارع بعينه الذى إعتاد أن يرتاده كل يوم بعد عمله ليصحب رفيقته. توقف أمير فجأة على ناصية الشارع، ذاك الشارع الذى شهد لقاءاتهما، ذاك الشارع الذى شهد فراقهما الأليم، ذاك الشارع الذى قادته سيارته إليه اليوم و ذات الأغنية التى شهدت هذا الموقف حين تخلت عنه و تركته وحده محطماً
مالى غيرك و لولا حبك هعيش لمين
حبيبى جاية أجمل سنين و كل مدى تحلى الحياة


هناك ٤ تعليقات:

غير معرف يقول...

ka2abaaaaaa :)
guess who wil comment such crab:)

karakib يقول...

la2 e7na man2darsh 3ala keda ya micho:)
nice post :)

nasi7a meny lik sib wa2t ben kol post wel tany!

antika taba3an :p

karakib يقول...

romance ... bas momkin n2ol black romance :D
antouk

Misho يقول...

ka2abaaa???!! eMinazzz :) welcome ya man, dont read this 3ashan se77etak :)

Antika: why asib wa2t bein post wel tani? 3ashan comments? it just comes to me, i have to write it before it flies away :) i have many posts right now in draft, waiting to be released.

Antouk: howa men na7iet black howa black fe3lan, bas this is how it works for me: the whole situation builds up and captures me until i release it in words. bas anywayz its not as black as guiliat from the Hugo story you wrote about :)

I promise the next one will be cheerful. lol.

Do you guys use MSN? mine in my profile.