الأحد، مايو ٢٨، ٢٠٠٦

عشاء فى بودابست - جزء أول

يقول أحد الأمثال الشهيرة أن عمر الإنسان لا يقاس بمقدار الأيام التى عاشها بل بمقدار اللحظات السعيدة التى مر بها.على الرغم من مرور شهرين على رحلة بودابست بالمجر إلا إن ذكرياتها لا تزال عالقة بالذهن كما لو كانت قد حدثت بالأمس.
أتذكر بالتحديد ليلة اليوم الرابع من الرحلة، الخامس و العشرين من شهر مارس، بعد قضاء يوم طويل من الشوبنج بأحد مولات بودابست الشهيرة. بودابست مثلها مثل أى مدينة أوروبية تنام مبكراً، حيث تغلق المحال قبل الثامنة مساءاً و لا يتبقى لنا الكثير لنقوم به ليلاً سوى العشاء فى أحد مطاعم الوجبات السريعة حيث نتصفح الإنترنت على أجهزتنا المحمولة حتى يطردونا أو التنزه على ضفاف نهر الدانوب حسب رغبة نانسى حتى تتجمد أطرافنا من البرد


كانت الساعة تشير إلى السادسة عندما وصلنا إلى بهو الفندق حيث جلسنا جميعاً متعبين على المقاعد الوثيرة، غانمين من محلات المول، كل فتاة تحمل على الأقل كيسين و كل شاب يحمل أربع أكياس - غالباً ثلاثة منهم خاصين بأحد الفتيات.
إتفقنا - على غير العادة - فى هذه الليلة أن نقصد مطعماً مجرياً فاخراً - يقدم عرضاً فلكلورياً مجرياً و قمنا بالفعل بالحجز الساعة الثامنة مساءاً و أخذنا وصفاً تفصيلياً للطريق من أحد العاملين بالفندق
تقابلنا فى السابعة و النصف عند مدخل الفندق و لم نكن مستعدين بملابس تليق بمطعم فاخر و لكن لم يكن هذا يشكل عائقاً أمامنا حيث يستقبل المطعم سياحاً كثيرين.
قصدنا محطة مترو الأنفاق حيث أخذنا خطين مختلفين لنصل إلى وجهتنا.و لكن عندما وصلنا إلى السطح لم يكن الجو مشجعاً حيث إستقبلنا شاب ذو ثياب رثة يطلب بعض المال ثم صادفنا رجلاً يترنح و فى يده زجاجة شبه فارغة مشيراً إلينا - لم أستغرق وقتاً طويلاً لتخمين ما تحوى. إتفقنا على أن نبقى متلازمين حتى نصل إلى المطعم ، الذى لم يكن يبعد كثيراً و لكن كان يقع على نهاية مرتفع حسب رواية عدد من المارة الذى لا يتقن أحدهم الإنجليزية كما لا يعرف إيانا المجرية و لكنها لغة الإشارة العالمية التى ساعدتنا.
وصلنا إلى نهاية المرتفع آملين أن يكون الطريق صحيحاً فوجدنا مبنى أثرى فخم و لم يكن أمامنا إلا أن نتمنى أن يكون هو المطعم ... و تحققت أمنيتنا أخيراً و للحديث بقية :)

هناك تعليق واحد:

مونتي بوكيه ورد يقول...

لالالا
الكلام دا مينفعش
المره الجايه انا معاكووووا
:)
ماشاء الله يوم جميل و مدونين اجمل
ربنا يبارك فيكم يارب
:)